Saturday, March 26, 2016

من هم قيادات تنظيم داعش

كنت أشير دائما لنتظيم داعش بأنه تنظيم الدولة الفارسية وزادت قناعاتي بعد ترويج مصطلح( تنظيم الدولة الاسلامية) بغرض تشويه صورة الاسلام الحقيقي المعتدل ..أما بعد إطلاعي على حوار الباحث الفرنسي في علم الجريمة فقد ترسّخت وتأكدت هذه القناعة لديّ.

Xavier Raufer




 نص الحوار:
*صرّحت لإحدى القنوات التلفزية الفرنسية بأن غالبية القيادات الأولى لما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية» لائكيون، هل يمكن أن توضح لنا أكثر مصدر هذه المعطيات وتركيبة تنظيم ما اصطلح على تسميته «داعش»؟
- من الواضح أن «تنظيم الدولة» مختلف عن التنظيمات ذات التوجهات الإسلامية الأخرى ولكننا عادة ما نتحدث عما يقوم به التنظيم دون أن نفهم حقيقته وماهيته..
في الحقيقة هناك وثائق سرية صادرة عن أجهزة استخباراتية وهي نتاج بحث دقيق حول تركيبة هذا التنظيم.. تشير هذه الوثائق السرية -ولا يمكنني أن أعطي معلومات أكثر عنها فكما أشرت هي وثائق سرية استخباراتية- تفيد بأن 50 من قيادات التنظيم ليسوا قيادات متطرفة دينيا أو ذات انتماءات موالية للتنظيمات الارهابية كما يمكن أن يتوقع ..إذ كانوا ينتمون سابقا الى الجيش العراقي وهم لائكيون وليست لديهم انتماءات دينية متطرفة.
*بالنظر الى خصوصية القيادات والترسانة العسكرية الكبرى، هل يمكن القول إن «تنظيم الدولة» تنظيم إرهابي غير عاد؟
لقد تمكّن تنظيم «داعش» من صناعة جيش في أقل من 3 سنوات وسيطر على 150 كلم مربع في حين فشلت الولايات المتحدة في تكوين جيش أفغاني أو عراقي لسنوات بالرغم من أنها دفعت مليارات الدورلارات وهذا يطرح تساؤلات عدة.
وقد طرحت في مقالي البحثي الذي يدرس ماهية «تنظيم الدولة» عدة تساؤلات من بينها تساؤل عما اذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية» بالفعل تنظيما إرهابيا.. بالنسبة إلي الإجابة ستكون «لا».. فلم يتمكن أي تنظيم عسكري -في الوقت الراهن أو في السابق- من أن يملك ترسانة مدرعات أكثر من الجيش الفرنسي.. ومنذ أن ظهر هذا التنظيم في العراق، كان عدد الهجمات الإرهابية المسجلة أقل من السابق.. وهنا يمكن القول إن نجاحات هذا التنظيم ذات طبيعة عسكرية وليست ذات طبيعة ارهابية تقليدية كما هو متعارف عليه سابقا.
كما أنه من غير المعقول وصف التنظيم بـ"خلافة" لأن الخلافة تتطلب ببساطة وجود أرض لتتركز عليها.. في حين انه اذا تمّ طرد التنظيم من المناطق التي يسطر عليها فإن وجوده يتبخر في لحظات.
كما أنني لا أعتبر التنظيم شكلا من أشكال التطرف السني لأن المرجعيات السنية مثل جامع الأزهر على سبيل المثال تدعو الى تعذيب وقتل الإرهابيين المنضوين تحت لواء تنظيم الدولة.
*تعتبر إذن أن مفهوم وحقيقة تنظيم الدولة غير محدد ين الى اليوم؟
-لا أستطيع أن أقدم تعريفا للتنظيم ولا يستطيع أي كان من القيادات الأوروبية العليا أو الأمريكية أن يفعل ذلك. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال مثلا إن تنظيم داعش هو «الفريق الاحتياطي للقاعدة» وهذا كلام غير منطقي بالمرة. الكل يخمّن .. ولكن ليس هناك من يستطيع أن يحدد ماهية هذا التنظيم.
*بعد هجوم باريس، انتقدت سياسات الدول الغربية تجاه الحرب في سوريا، في حين تتهم الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية ودول الخليج بلعب دور في صناعة «تنظيم الدولة»، هل تؤيد هذا التحليل؟
-بالنسبة الي أعتبر أنه من غير المنطقي أن تتخذ دولة في العالم قرارا بصناعة وحش.. ولكن هنالك مسؤولية تتحملها هذه الدول تجاه ظهور التنظيم.. فإعلان الحرب في العراق التي خرجت تماما عن سيطرة الأمريكان أدى الى ظهور أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة في العراق التي أصبحت فيما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومن ثمة «الدولة الإسلامية» ولكن لم يستوعب أي أحد حينها مدى خطورة هذا التنظيم.
*تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية الهجوم الذي استهدف حافلة الأمن الرئاسي في تونس وكذلك هجوم باريس، هل يمكن أن نحدّد أهداف التنظيم ورهاناته في شمال افريقيا وأوروبا؟
-تنظيم «الدولة الإسلامية» يتبنى كل شيء وأي شيء .. تبنوا فعلا حدث انهيار مبنى في آسيا مشيرين إلى أنهم مسؤولون عن عملية إسقاط المبنى ليتضح بعد ذلك أنه قد تداعى من تلقاء نفسه.. إذ يندرج الأمر في إطار البروباغندا التي تعتمدها «الدولة الإسلامية» ..فعندما تحدث عملية إرهابية من السهل أن يقوم أي تنظيم بتبنيها..
والأهم من ذلك أنه لا يمكن التثبت من أي شيء في ما يتعلق بتنظيم «داعش» فجزء كبير من مقاتلي «داعش» من المرتزقة فمثلا في مرحلة ما عانى تنظيم «داعش» في شهر أكتوبر في الموصل نتيجة الضربات الجوية إلى بعض الصعوبات المالية التي دفعته إلى تقليص رواتب مقاتليه لفترة مؤقتة من 300 دولار في الشهر إلى 100 دولار في الشهر عديد المقاتلين انشقوا عن التنظيم ..وهناك 250 مقاتلا انشقوا عن التنظيم للانضمام إلى جبهة النصرة لأنهم في النهاية مرتزقة ينضمون إلى من يدفع أكثر.
*باعتبارك مختصا في علم الجريمة، ما هو هدف التنظيم من ارتكاب جرائمه البشعة؟
-عندما يصل المرء مرحلة متقدمة من الخوف يصبح من الصعب جدا أن يفكّر ..لأن وقع الخوف الحقيقي يكون جسديا فهدف تنظيم «داعش» هو أن ينشر الخوف والرعب إلى درجة تمنع أعداءه من التفكير.
*الضربات الجوية ضد «داعش» التي وجهتها قوات التحالف وكذلك روسيا لم تكن ناجعة في القضاء على التنظيم. فما هو برأيك الحل الأنجع في مواجهة تنظيم الدولة؟
-نعلم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أنه لا يمكن أن يربح أي طرف حربا باعتماد القصف الجوي فقط. من الضروري أن يتطور الأمر إلى مواجهات ميدانية على الأرض للتمكن من تحقيق نجاحات حقيقية. لأن القصف الجوي لا يمكنه أن يحطم قدرات التنظيم فمن يستطيع أن يجزم بأن من يتعرضون للضربات الجوية هم مقاتلو «تنظيم الدولة» ؟فقد تقصف مقاتلي تنظيمات أخرى !؟.
من الواضح أن القوات الكبرى لا ترغب في خوض حرب ميدانية ..الولايات المتحدة لا تريد العودة إلى العراق بعد تجربتي العراق وأفغانستان ..الفرنسيون والبريطانيون والترك والصينيون .. الجميع إما لا يرغب في خوض حرب مماثلة أو أن خوضه لهذه الحرب احتمال مستبعد. الكل يتوهم أو يدعي أن الضربات الجوية ستحل المسألة ولكن ليس الأمر كذلك هو مجرد بحث عن مخرج سياسي.




No comments:

Post a Comment

وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد