سألتها ما الذي يدفعكِ بقوة للتعلق بأستاذك دون مراعاة فارق السن بينكما ...؟ قالت: هو الطموح سيدي فأنا مجبولة على حرق المر...
Posted by MAGIC WORDS سحر الكلمات on 21 يناير، 2016
هي رواية حَدثْ وبنت جيلها وعصرها.. أدواتها مختلفة ..أشبه بشريط فيديو مُصوّر بلغة الكتابة ..أحداثها مُعاصرة وأبطالها حقيقيون .. والرواية التي لا تُبكيني لا تعنيني ولا ترويني .
أعترف أولا بأنّ تلميذتي المتميّزة كانت وراء شهرتي الواسعة في الجامعة ..كيف ذالك؟ ولا مخلوق سوانا يعرف قصّتنا .. نعم فقد أصبحتُ حريصًا على تقديم أفضل مالديّ أثناء المحاضرات وكنتُ أتابع يوميّا جديد المادّة على الإنترنت وأفضل أساليب التقديم والطّرح والشرح بما يتناسب ومستوى الطلبة وكذالك بيئة المجتمع .
.. إذنْ يمكن أن تكون هذه الطفلة المدلّلة هي التي دفعتني للإسراع في إنتاج روايتي هذه .. .. بصراحة نعم وألف نعم ولو لم أفعل ما كنتُ أستحق لقب أستاذ الفلسفة ..فقد كان عليّ أن أحتوي تلميذتي بأي طريقة مناسبة تُرضيها ولا تُؤذيها ..لم يكن يهمّني أحد ولا يُشغلني أبدا تطوّر العلاقة بيننا ولا وصفها ولا نوعها ولا تقييمها ..كان همّي الوحيد أن تبقى علاقتي طيّ الكتمان وأن يعيش سرّ تلميذتي ويُدفن معي .
الساعة تُشير إلى العاشرة مساء بعد منتصف الشوق ..وكعادتي في هذا الوقت أجلس أمام حاسوبي أكتب شعرا أو نثرا أو ما يجول بخاطري .. إلاّ أنّ فكرةً ما قفزت إلى ذهني دون إستئذان . ..أشبه بفيروس الحواسيب التي يمكنها إرباك النظام أو تعطيله ..وفعلا عطّلتْ هذه الفكرة عقلي لبعض الثواني وكانت كافية لكتابة رسالة قصيرة وإرسالها عبر بريد تلميذتي الخاص ..
يا نور ماذا فعلتِ بأستاذك ؟
هههه ماذا تقصد ؟
لا أستطيع النوم كعادتي
ولا أنا يا أستاذي
أمامك فرصة يا نور أن تتراجعي عن سِحرك لي وإلاّ تورّطتُ في حبّك
...ثم ختَمَتْ نور محادثتها بكلمة واحدة لا غير ..كانت كافية لتغييبي عن وعي اللحظة وإرباكي كأجمل ما يكون الإرباك ..."أحبّك"
وبسرعة البرق كتبتُ لها ..سبق لي الزواج يا نور ..قالت "أحبّك"
ولي من زوجتي أبناء يا نور ...قالت : لا تراجع أحببتُ وعشقتُ روحك وليست لي علاقة بجسدك
وتَرَكـتني في حالة اللاوعي وأغلَقَتْ المحادثة ..
شعرتُ بعد المحادثة بأنّني إرتكبتُ عدة حماقات دفعة واحدة ..لماذا التسرّع في كشف أوراقي كلها ؟ ..
ولكن سرعان ما هدأ خاطري لوصولي لقناعة بأنّني ما فعلتُه كان صوابا يقتضي جُرأةً لم تكن تنقُصني فأنا أكره الأنانية والغش والأمر الثاني الذي رسّخ صواب تصرّفي هو أن لا أسبق ظلّي فربّما وجدَتْ نور في شخصي تعويضا عن أخ عزيز أو والد أو حتى صديق وهي لا تدور بالضرورة في نفس الفلك الذي أدور فيه..
المهم.. تلك كانت شبه مُقدّمة لأجمل رواية أكتبها بل كنت أختصر وأستعجل بداية الغوص في دهاليز هذه العلاقة الفريدة ..أبدا أبدا لم أكن أُفكّر في النشر أو الربح من خلال التوزيع ..بل نشر الرواية كان بطلب بطلتها وبعد إصرار على ذالك ونزولا عند رغبتها كان الأمر كذالك أتدرون أيها القرّاء بأنّ حبّها أوقعني في حبّكم أيضا ..كيف لا وسرّ علاقتنا بين أيديكم ..
كان يُزعجني ويُقلقها عدم إهتمامنا ببعض داخل الحرم الجامعي ..كنّا نخوض حربا باردة هدفها إخفاء ألسنة اللهب التي كان يقذفها بركان الشوق بقلب كل واحد منّا...عن نفسي فقد كنتُ مُقاوما شرسًا وبطلا في تجنّب الوقوع في سِحر عينيها فقد كانتا عيناها آيتين للجاذبيّة ..ساهمتا كثيرا في زيادة عدد التسابيح على لساني..فسبحان الذي خلق فسوّى
... اليوم هو السبت يوم إجازة رائع عادة يكون فيه مزاجي رائقا وأنا أمارس الكتابة حبّا للغة وعشقا للمعاني..وأنشر ما لذّ من الحروف وطاب من الكلمات ..
لا تَكتُبني بلا إحساس
أنا لستُ جريدةً ولا قرطاس
مارس معي الكتابة
دون مُجاملة ولا إلتباس
تنفّسني وأنسى الإقتباس
ضُمّني إلى السّطر
وإعتصرني عشقاً
يملأ الكأس
وإجعل من المعاني
وسادة رأس
دعك من كلّ قيلٍ وقال
ومن فوبيا الناس
واجِهني نصّا بنصّ
وضع نقاطك على الشفاه
لا فواصل بين الجُمل
ولا خطوط تماس
وما إن نشرتُ القصيدة على صفحتي الشخصية حتّى لاحظتُ وميض في مربع الرسائل يُشير إلى وجود عدد من الرسائل وكانت رسالة تلميذتي واحدة من بينهم ..تقول فيها بعد الإطراء والإعجاب هل لي أستاذي بإلقاء القصيدة بصوتي؟
..فكم سَرّني هذا الطلب وأسعدني فسماع صوتها سيساعدني أكثر في الولوج لعالمها الخاص
كم أدهشني صوتها حد الإنبهار ’ كان ناعما كملمس حرير ودافئا كخطوط شمس الشروق ومختلفا تماما عن الصوت الذي أسمعه نادرا أثناء تقديم المحاضرات...
إنتهتْ من إلقاء القصيدة وبقي الخط بيننا مفتوحاً أصابني نوع من الإرباك وحتي لا تشعر بلحظة فراغ قلتُ لها "نور" أيمكنك إعادة الإلقاء ..إبتسَمَتْ وقالت هل أعجبَك أدائي؟ قلتُ نعم رائع وأكثر...
أثناء الإعادة لم ألقِ بالاً للقصيدة أبدا بل أبحرتُ في صوتها بزَوْرقِ لهفةٍ وجنون وتمرّد ..لاأدري كيف مرّ الوقت بنا وهي تُطيل الحديث وتُجدّد السؤال بعد الآخر وآخر سؤال طَرحَتْهُ تلميذتي وخرَجَتْ به عن السائد و المألوف هو " أيّهما ألذّ يا أستاذ أن نعيش الواقع أم الحلم؟ وهل يمكن أن نشعر بالدفْء من موقد بعيد جدا
ولكن تلميذتي كانت أكثر إصرارا على الإجابة بل أذهلَتني بجرأتها حين قالت بالحرف ..إذا أحسستُ بالإرهاق سأتوسّد صدرك لأغفو قليلا..
قلتُ:
يا نور
ذُهلتُ وبدَتْ لي الحروف ضفائرا
أشمّكِ أم أضُمّكِ أم أقفُ حائرا
صفحتُكِ العذراء
تكالبت ذنوبي عليها
صغائرا وكبائرا
أستاذي سأنزل عند رغبتك في تكملة الحديث والإجابة عن سؤالي بعد غد كما أردتَ .. فقطعتُ حديثها بل نُكمل غدا يا نور قالت: ألا تريد الإستمتاع بعطلة اليوم الوطني ..؟ فذكَّرتني بعطلة أنسَتني إياها حلاوة الحوار .. قلتُ لها والله يا نور نسيتها تماما فاستغلّت بذكائها ودلالها الفرصة وأعادت تأكيد طلبها على الإجابة فقلت لها سأستقطع نصف ساعة للصلاة وأعود لك قالت:"أوكي"
يا نور سأطرح عليك سؤال أبدأ به الإجابة ..ما الذي أبكاك أول أمس أثناء الدردشة ؟ قالت لا تُذكّرني أرجوك ولا تحاول إقناعي بالإبتعاد ..قلتُ لها ليس هذا المقصد بل أريد الوصول إلى هذا الموقد البعيد الذي رغم المسافة إستطاع أن يبثّ الدفء في كامل أطرافك ويثير كل جوارحك وحواسك حتى إنهمرت دموعك الآسرة ..صمَتتْ نور صمتا رهيبا فبدا لي كالضجيج ...وما إن نطقتُ باسمها حتّى أجهشت بالبكاء ..وهذه المرة لم أحتمل هذا الإنكسارلأنثى آية في الجمال ..وبنبرة صوت خانق سألتها ما سرّ هذا البكاء الذي يزلزل الصخر ..أخبريني أرجوك ..أرجوك
طيب لا تقاطعني "حبيبي" {أول مرة تعطيني صفة الحبيب}
لك ذالك يا نور ..قالت سأضع يدي على كتاب الله ..أقسم برب الكعبة ومحمد وبرب الكون أنت أول إنسان إخترتك وأنت الأخير أو الموت ..أنا بحياتي ما كنت أتصور أن أربط علاقة برجل ..لكن وجدتُني فجأة أقتحم عالمك يدفعني الخوف من المجهول ممزوجا بالحب المستحيل { وعدتُها بعدم مقاطعة حديثها وندمت } فهي تُفجّر في داخلي أسئلةً كثيرة ــ }المهم سأترك نورتكشف ما في قلبها من أسرار,
أستاذي وحبيبي و أخي و وأمي وأبي أرجوك حين أكمل قصّتي أقفل الخط ولا ترد عليّ في الحين .. أنت تعلم أنّني منذ ثلاث سنوات أمارس رياضة الجمباز ونلتُ بعض المداليات ..ولكن منذ فترة وقعت أثناء التدريب على جهاز حصان القفز وأغمي عليّ وأسعفوني على الفور والحمد لله لم أُصب بأي كسور في جسدي وعدت للبيت وفي نيتي أن أصلي ركعتي شكر لله ..فوجئتُ بدماء غزيرة وأصابني الذعر والخوف وكانت ليلة قاسية وحزينة جدا فقسوة نشأتنا في البيت لا تسمح لي بمناقشة الأمر حتى مع والدتي ..
في اليوم التالي سألت مدربتي وهي طبيبة قالت لي ربما فقدتُ عذريتي وأصيب الغشاء بتمزق جزئي أو كلّي ..!
فبِربّك يا أبي ويا معلّمي ويا حبيبي أكتم سرّي وأنظر ماذا ترى في فاجعتي ..فالموت بإنتظاري ولن يصدقني من أهلي ولا الناس أحد !....
أقفلتُ الخط وكنت عند وعدي لها ..ومن حسن الحظ والتوفيق أنّني لست من النوع الذي ينفعل ويردّ الفعل بشكل غبيّ غير مدروس .
وعلى عكس كل الليالي السابقة نمتُ ليلة هادئة .. لأنّي كنت على يقين من وجود أكثر من حل لمشكلة نور وأن الله لا يتخلى عن عباده أبدا وهو خيرٌ حافظا.
--
سيدي لا يذهب ظنّك أنّي أضعك أمام الأمر الواقع بمشكلتي ..أنا أكبرمن ذالك وأجمل وأعقل حُبّاً وأكمَلْ ..بل أعلم مُسبقا لو أنّ الأمر يتعلّق بشخصك لكان محسوما لديك ومختوما برحيق فلسفتك الراقية في الحب ..ولكن هي المشورة والرأي والدعم المعنوي
كان ذالك محتوى تلك القصاصة ..كلمات قليلة معاني كبيرة وثقة عالية في النفس ..تجعلني دائما تلميذا لها خارج الجامعة أتعلّم منها دروساً خصوصية كثيرة ..خاصة وأنّي أتقن قراءة ما بين السطور ..
وقبل التواصل من جديد مع "نور" تذّكرتُ زميلة لي طبيبة وكذالك والدتها ..ومباشرة قمت بالإتصال وبإختصار عرضتُ عليها مشكلة نور فأقترحَتْ عليّ إعطاء رقمها لنور وطمأنَتني ..
إتصلتُ بنور وأمليتُ عليها الرقم وأكّدتُ عليها بضرورة التواصل المباشر معها في العيادة أو البيت .
يوم الأحد الساعة السابعة مساء رنّ هاتفي الجوال وكنت بصدد إعداد محاضرتي لأول الأسبوع سيما وأنّها فترة إمتحانات .... ألو نعم ..أهلا ...أهلا بُثينة ...عن جدّ؟ مش معقول ..متأكدة من الأمر دكتورة ..وأين نور الآن ..؟
- خَرجَتْ للتو من عيادتي وهي في طريقها للبيت ..
النتيجة كالتالي: فحص طبيبة الجامعة لنور لم يكن دقيقا ..فالطبيبة لاحظت فتحة في غشاء البكارة وشخّصت ذالك على أنّه تمزّق في الغشاء والحقيقة أنّ ما عاينته الطبيبة كان الفتحة الطبيعية الموجودة في كل غشاء وهي لإخراج الإفرازات المهبلية ودم الحيض والمعلوم أيضا أنّ الفتحة تظهر وتختفي حسب كل حركة أو وضعية ..
إنقضى الليل دون أي إتصال من نور ولا أثر لها على مواقع التواصل ..
صباح الإثنين توجهت للجامعة وقبل الدخول ركنتُ إلى كفتيريا مُجاورة لأتأخّر عن قصد خشية اللقاء بها قبل المحاضرة ...وما إن إرتشفت فنجان القهوة حتّى حان الموعد ..تمشّيتث ..وصلتُ الجامعة دخلتُ الساحة فإذا بنا وجها لوجه وإنخرَطَتْ بالبكاء وطفقت تمسح دموعها وتلملم كراسات سقطت منها سهوا ..إفتضح أمرها ..تسألني زميلتي ماذا حدث وتهافتت علينا جموع الطلبة ..وبكل برودة أعصاب قلت لهم ..الحمد لله ،الله ستر فقد كادت تدهسها سيارة لشاب متهوّر ... سَمِعتْ نور ذالك وتركتُها تؤلّف بقية السيناريو وهرولتُ أنا مسرعا نحو الإدارة متخلصا بأعجوبة من موقف حرج كاد يفضح علاقتنا
حان وقت محاضرتي دخلت القسم لم أسجّل وجود نور ضمن الطالبات فرجّحتُ أن تكون أخذَتْ إذن من الإدارة بالمغادرة ..واصلتُ تقديم المحاضرة وإستحسنتُ فكرة غيابها لدرء أي شبهة عليها
في المساء توقعتُ إتصالا منها لطمأنتي لكنها لم تفعل بل تركَتْ لي رسالة خاصة على موقع التواصل ..
أستاذي الجميل أستاذي الإنسان يا فيلسوف حياتي ..لن أتطرّق للموضوع الذي يخصّني فالطبيبة زميلتك ولن تخفي عنك التفاصيل ..رسالتي الأولى إليك وأنا بكامل جرأتي وجنوني ..عليك الحب يارجل كم كنتَ رائعا في كل موقف عليك الشوق وإليك مردّ لهفتي ..ولك وحدك زخّات عطري وهطل أنفاسي ..ماذا لو لم يكن في حياتي فيلسوف يضع النقاط بفطنته على الحروف..قل لي كيف أصير لك وأقول لك كلّي لك يا ملك ..
أترك لي شيئا من عنوان المحاضرة لأستدرك ما فاتني ولك منّي سِلالاً من القُبَل ..أحبّك وأحبّ فلستك وأُحبّني لأني أحبّك يا أجمل فيلسوف
لقد تَركَتْ رسالة نورفي نفسي أثر الإنبهار والدهشة لجمال أسلوبها وإختزال الحب في عناصر ثلاث ..جُرأة ،وثقة ،وموقف ما جعلني أخرج بانطباع جميل هو أنّ زملائي في التدريس تخرّجوا أساتذة في تخصصاتهم المختلفة وتخرّجت أنا تلميذ برتبة أستاذ أتعلّم كل يوم درس من تلاميذي لأنّ الفلفسة درس متجدد متواصل مادامت الأفكار مستنيرة بنورالعقل ونور الحياة ...
- هكذا بكل ثقة وعزم إستأذَنت منّي وقَطَعت حديثها وتركَتني لجُرأتي وخيالي وقراري ، فلم يكن أمامي غير حسم الأمر .
~ حسنا يانور سأتظاهر بتنظيف العدسات رغم أني متأكد لا أحد بالجوار
وأفجر براكين عشقي
لأفصح لك عن حبي
لأطير على أجنحة النوارس
وأنثر عليك من قُبلاتي
همسة .. ونظرة
قد تخطف مني عقلي
أحبك جداً
لأن لهيب عشقك
يشعل فتيل جنوني
عازف ألحاني
ومنسّق أحلامي
أنت يا سيّد الحبّ
~
- نور: لن أعلّق بعد هذه المفاجأة دموعي سَبقت تعليقي ، تعرف كيف تنتزع الإبتسامة مني وكيف تسقي حبك بدموعي ، أكرهك لأن لا طاقة لي بفقدك لحظة واحدة وأحبك لأنك تكره النساء من بعدي .
- الوقت يستدرجنا بسرعة عزيزتي ولم تخبريني بنتيجة مادة الفيزياء وأنت تعلمين جيدا حساسيتي المفرطة بالنتائج فلن أتسامح مع نفسي لو لاحظت تراجعا قيد أنملة في النتائج ولن أرضى بغير أعلى الدرجات وإلا فليس أمامي إلا تهديدك بغلق حسابي وسمِّي ذالك إبتزاز أو أي شيء .
لسائل أن يسأل هل هذا كل ما جرى بيننا من أحاديث ؟ وهل يستحق هذا اللقاء هذه المغامرة الإستعراضية ؟
الجواب بالنفي طبعا ، فما إستعرضته لم يكن سوى أحاديث جانبية لتهدئة الخواطر أما أكثر من ثلثي حديثنا فقد كان في العمق وبعمق الجرح الغائر في صدرها .. كنت كل الوقت مستمعا لها شاردا بذهني في ملكوت أحزانها مذهولا لرباطة جأشها ، وستبدأ رحلتي معها وقصتي من بعد هذا اللقاء
اليوم فقط أدركتُ لماذا لم يكن يعني لها شيء فارق السن بيننا ،
فلطالما تساءلت هل أنا بهذه الوسامة لتقع في حبي حسناء كاملة الأنوثة والأوصاف ولم تكمل ربيعها العشرون بعد ؟
كانت تلميذتي تبحث عن الكل في واحد وعن الواحد الذي يساوي الكل وكنت أقرأ ذلك جيدا في عينيها ، ومنذ البداية كنت أشعر بأنها تفتقد عزيزا غاليا ، ولكن لم أتخيل أبدا أن تلميذتي الغالية خسرت كل شي وفقدت أسرتها كاملة ، نعم هي الوحيدة التي شاء لها القدر أن تبقى شاهدة على عصر الظلمات ، كانت تستعد لإختبارات نهاية العام الدراسي في بلاد الشام ولسوء الحظ أو حسنه فالله وحده أعلم ،قد قرر والدها الضابط الكبير حزم أمتعته ومغادرة البلاد مع أسرته بعد حصوله على معلومات تفيد بإغتياله
ناقل الخبر كان رفيق عمره وأعز أصدقائه لكي لا يشك لحظة في الخبر وقد أغتيل صديقه من بعده وتروي لي القصة تلميذتي معقبّة على هذا الإغتيال تقول كان هذا الخبر منقذا لحياتي فقد كان صديق والدي هو الأب الروحي لي وما كنت لأحتمل فرضية خيانته أبدا
أما والدي فقد تم رصد سيارته ومراقبته وتحديد مكان قصفه وقد تمكنوا من تفجير مركبته واستشهد والدي و والدتي وأخي البكر وأختي الصغرى ، وسمعت الخبر بعد يومين وأنا أمتحن كان الجوال في حالة السكون لكن شعرت بالذبذبة وتسارع نبض قلبي فتحت جوالي ونسيت المراقبين وكان أحدهم من أقربائي لحسن حظي وكم بكيت وبكيت وبكيت ،، كانت دموعي هي الإجابة الوحيدة على ورقة مادة التاريخ بعد تلك اللحظات الفارقة في حياتي لا أذكر شيء إلا وأنا في بلد آخر في كفالة عمي وهو كل ما بقي لي في حياتي .
كان هذا جزء يسير من فضفضة قصيرة كانت حبلى بأسرار كثيرة روتها لي نور أثناء جلسة الشاي وربما السر الوحيد الذي تفاعلت معه وكان سبب في تغيير أجواء الحزن إلى غزل هو أنّ إسم تلميذتي الحقيقي" أسماء" وليس نور إلا أنّ بعض الترتيبات والإجراءات الصارمة إتخذها عمها حرصا على حياتها كان من بينها تغيير الإسم، وكم كنت أعشق هذا الإسم منذ طفولتي ولا أذكر سببا محددا لذلك .
الحديث الشيق والممتع والأسطوري هو ما دار بيننا بعد هذا اللقاء في نفس الليلة من خلال موقع للتواصل يجمعنا وكنا نعتبره النادي الخاص بنا وكثيرا ما كانت تطلبني بالهاتف لنتفق على موعد لقاء في النادي
لم أكن أبخل عليها من وقتي أبدا ...كانت تلجأ لي كطفلة بحاجة إلى سند والدها وكنت أقرأ ذلك ما بين السطور حين تناديني "بابيتو" أو بابي ... جرأة حديثها تأسر القلب رغم أني مشاكس محترف إلا أني أعترف لها من حين لآخر بقلة حيلتي وضعفي أمام هالة البراءة والنور والأنوثة ..
أكاد أجن في بداية هذا الاسبوع فقد وصلتني رسالة على التويتر بتوقيع شيرين ، رسالة على الانستجرام بتوقيع شيرين ومكالمة صوتية المتحدث شيرين ...وعندما أريد أن أستوضح الأمر تتوقف المكالمة ! من هاته الشيرين ؟ اللهم اجعله خيرا فالخطير في الأمر أن فحوى الموضوع هو عن صديقتي وعزيزتي نور وحديث مبطّن وتهديدات لي شخصيا .. فجأة تصل نور وقد كنت على موعد معها قُبالة ساحل البحر على الكورنيش .. رمقتني بعينيها وألقت عليّ السلام وجلست بجواري تسألني ما بي متوترا على غير عادتي تقول : حبيبي هل تأخرت عليك ،هل صدر مني شي أغضبك بربك طمن قلبي ماذا يحدث لا أحتمل رؤيتك على هذا النحو ...قلت لها حسنا سأخبرك ..... وأخبرتها بكل ماحدث حتى أني أشفقت عليها فقد كانت تبدو متوترة أكثر مني وأصبحت أنا الذي أهدّئ من روعها وأقول لها لكل مشكلة حال يا نور ....ثم فجأة تحضنني وتضحك ملء شدقيها ...أنا شيرين ، أنا فعلت ذلك وغيرت اسمي على السوشيال ميديا كله لا تناديني باسم نور بعد الان ..لقد بدأت العيون تراقبنا وأخشى ما أخشاه أن يأخذوك مني ..ثم إنني أعشق البدايات لنبدأ من جديد نفس قصة الحب وكأنك لا تعرف نور أبدا ... ! في الأثناء كنت أمسك بشعرها بشيء من العنف كعقوبة لكنها كانت تضحك وتستمتع بشد شعرها ... إنها فتاة مذهلة بكل المقاييس و إنني حقا إستسغت فكرتها أن ننطلق من جديد ونعيد سيناريو البدايات ونعيش ذاك الحب العنيف مرة أخرى ....قلت لها طيب موافق وانا لم أعد لبيب الذي تعرفينه ...من الآن فصاعدا اسمي نديم ...فصرخت وووااااوووووو أحببته جدا ... نديمي أنت ومؤنسي وحبيبي وحياتي كلها .
في كل مرة أبتعد قليلا عن قوة تأثيرها الا وتجذبني بقوة مرة أخرى بحضورها الملفت وعلى طريقتها الخاصة ..يكفي أن تضع بعض القلوب الحمراء الصغيرة على منشوراتي حتى تشتعل كل حواسي كأنها توزع قبلات وتنثرها على كامل جسمي الى حد الشعور بقشعريرة لذيذة وخربشات ناعمة على جسدي .. عشقت فيها ومعها إرتباك أفكاري وتكاثر إهتمامي بها ...تشبهني في كل شيء حتى في تكتمها الشديد وحب التملّك ولباقة الاسلوب وسعة الخيال ...عادت بي الذاكرة لأول لقاء جمعنا خلسة التقيتها لأول مرة ولم أتردد لحظة في مسك وجنتيها وتقبيلها بلا عنوان كأني أوقّع عقدا بموجبه أصير أسير حرب وجودها الذي اقتحم حياتي فجأة ...تبتسم وتدفعني بعيدا وهي تحذرني من اقتراب وصول السائق للعودة بها الى البيت من الجامعة ...كان لقاء تاريخيا بيننا ...لما عدت الى البيت وفتحت متصفحي وجدت رسالة بانتظاري ..تقول .. ويحك ماذا فعلت بي وماذا تنوي أن تفعل أنا لم أعد أنا ولا أنا أحتمل صدّك أو منعك من أي شيء كأنك تقوم بتخذيري أو تنويمي بنظراتك وحتى بحرروفك العارية التي ترسلها لي ..أقرأ لك وقلبي يكاد يخرج من قفصه ..يتسارع نبضه كطفلة لاول مرة تعرف الحب ...أرجوك ترفّق بي وارحم ضعف روحي أمامك يا توأم روحي .
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteنتمنى ان تكمل الرواية الرائعة قبل دخول شهر رمضان ، الشوق لها حرق لبّ الفؤاد والشوق لا يحتمل الغياب اكملها وزد جنونا ببطلتها وبحبها و بجنون هواها ننتظر التكملة مع حرفك و الاستاذ وتلميذته الفريدة
ReplyDeleteانتظرها بفارغ العشقِ .. استاذي
ReplyDeleteتتزاحم العبارات وكل عبارة تخرج أجمل من سابقتها، نتمنى لك مزاج رائق دوما كي نرى التكملة، لا تطل الانتظار
ReplyDelete