رواية ـ رضاب الحب ـ "للكاتب رضا إبراهيم"

مقتطفات

من روايتي القادمة .. " رُضاب الحب"

لا ..لا..لم أتخلّى عنك يا مجنون ..بل تخلّيتُ عن نفسي حين شعرتُ بأنّها قصّرتْ معك ..عقابا مؤلما لها ... وها أنا ذا أعود إليك وأصدر عفوا عاما كي لاتكتمل العقوبة ...كدتُ أموت بعزلها عنك ..صدّقني ذقت الموت في غيابك ..لكأنّك الروح يا توأم الروح ...يا إلهي كم هائل حجم حبّي لك ..أنا مطمئنّة لذالك ...لأنّ حجم الحب لخالقي سيكون أضعافا مضاعفة ...أحبّك أنت وأحبّ ربي أكثر منك ...
قالت أتذكر ماذا طلبت منّي قبل السفر ؟ وكم تورّدت وجنتاي حبّا لا خجلاً ..يا مُعلّمي الجرأة .. لم أكن جريئة من قبل إلاّ مذ أحببتكْ ..مازلتُ غير مصدّقة نفسي من أين أتيت بتلك الجرأة حين سألتك من الفندق الذي أقيم فيه وأنا بعيدة عنك ما لون القمر .. وأجبتني مبتسما منتشيا ,, إنّه ليلكيّ بخيوط الفجر وددتُ أن أرتمي بين أحضانك أو أتنقّل عبر البلوتوث إلى أوردتك .. يا هاتفي الذكيّ يا مُلهمي أنت .
قالت: إعطني جرعة أخرى من صنف جرأتك المُلهمة علّمني كيف أوقدُ نار الإثارة عن بعد..!
..قلت:

ما أنا إلا طفل يعانق صدر الدهشة يمتصّ حلمات الذهول ...ويتعثّر خارج النص... ياصغيرتي رفقا بطفلك الخجول فأنا مازلتُ عصفورا لا يقوى على التحليق بعيدا عن فضاء خيالك ولا يغرّد خارج أنفاسك ولاينام إلا في عشّ صدرك ..

سألتُ فاتنتي ذات صباح يرتشفنا في فنجان من فخّار البوح ...لماذا تستفزّينني أحيانا تنعتينني بزير النساء .. هل رصدتِ لحظة كنتُ فيها غير ملهوف أو تمنّعتُ حولك أن أطوف أو شاهدتِ على غير موعدٍ حالة منّي تشبه الكسوف أو نالكِ من عشقي بعض خوف , هل تلكّأتُ ذات مساء في طبخ الهمس على موقد الشوق هل لاحظتِ إختراقا في برمجة اللمس ..بربّك هل فضّلتك يوما على الفروض الخمس ؟ فكيف أكون زير نساء ..إلا إذا كنتِ أنت كل النساء ..

وحين إرتفعتْ نبرة صوتي .. بادرتني بالسؤال ما رأيك في فيروز؟ قلتُ ليس لي رأي في فيروز بل لي أُذن لها ..وكان لي ما أرادتْ .".بأيام البرد و أيام الشتي "

قالت: أكتبني ..مارس معي الكتابة لا ترحم صفحتي البيضاء ..ضع نقاطك على الشفاه وتمرّغ على السطر وتوغل بخيالك في جملتي ..أنا مخلوقة للقلم أنا أنثى الألم ..أوجعني كتابة و جرّد نصّك من غمده واقتل به الغياب وأضرب بسوط المعاني جسدي ..أنا ما خَلقتُ الودّ أنا مخلوقة له ..أشبعني حب كي أجوع إلى حب خالقي ولا تشغلني بك عن ربي ....