صفحة خاصّة بالشاعرة الفلسطينيّة المجاهدة بالكلمة ...الشاعرة العالمية الثائرة ,, الشاعرة الجميلة.. الإنسانة.. الرائعة ..المتورّدة بالقصيدة ..
الشاعرة الصحفيّة والناقدة ورئيسة تحرير مجلّة "أسرانا" الإلكترونيّة .
نم يا حبيبي نم .....
لغة : لينا أبو بكر
نمْ ..
يا حبيبي ...
نمْ !
فالشرفة الآن ..
مُسْدَلة كجفن الشهيد على رمش القمر ْ
كنجمة على جناح زورقٍ للموتْ
.. مُحَلّقَهْ ..
والشرفة الآن ...
صُرَة الأسير ...يضمها تحت وسادة ٍ
من لَحْمِ مِطْرقَهْ
يستوي على المنتهى
يحضن انثيال المغيب من ندوب الشمس
و ما ترشق البروق من سحاب يَشف عن
ظلال منزوعة كالمسامير منْ
ستائر العتمة المُمَزّقهْ
الآنْ ...
له شرفة ٌ...ولم تعد له جدرانْ
له المدى كله وليس له مكانْ ...
ونم يا حبيبي نمْ
***
يقول الشهيد ..
( يا صغيري
عيد ميلاد سعيدْ ..
شمعة الضريح تهدلت ْ من كعكة العيدْ
أضئْ عمرك الغضَّ بالأهازيج
إن الأغنياتِ سعفةٌ
والزيتون تراتيلُ الزائرين
في حدائق البارود ْ
و الميتُ صيادُ الحياة
حين تكون الشهادة ُسنارةَ الجنّة
والقبورُ كالسجون في بلادنا
علامة ًفارقهْ
لا تحزن..
القبرُ...يترنح من نعاسْ
والصهيل مخمور من لوعة الفراق ْ
لكن الشهيد كالسلاح صاحٍ
والنومة قيلولة المحاربْ
فلا تحزن يا ولدي ..
القبرُ رحْبٌ
ليس كالزنزانة مطبقه ْ
أنا شهيد البيادر ..كفيفةً تبحث عن دموعها
في عين ماء هجرتها السواقي
مخطوفة ً....في جيب عاصفة
شَرّدتْها
فراعين محرقهْ
و لا تحزن !
لقد ألقيتُ القبض على الغابة
وأنا هاجع في قفص الوحوش
عريني السماء ، وكوفية الأرض جبهتي
وكفني مملكهْ )
نم يا حبيبي نمْ
الزنزانةُ حجرٌ يدور بلا مُسْتَقَرٍّ له كالرّحى
لزرقة مهروسة بملح الحصى على خد الخليل
ونحن إذ نذر العيون بالرماد
نُبْقى على طَزاجة الصّوّان مُغَلّفا بمرايا النار
كلما تمايَدَتْ القُضبان كَلُجّة المُحيط
وارتفعتْ كالجبال على أطراف أصابعها
فوق زجاج اليَمّ المكسور
بِظِفْرِ زِنْبِقَهْ
نم ْ يا حبيبي نمْ
ما ظل في جفوننا إلا شقوق الأرقْ
ملامحنا المجعدة فوق الحيطان ،
نُواريها كالعرافات
في ألبوم من عجاف الرؤيا
لأطياف بلا صور ..
كطوابع البريد فوق وشم الظل
مُلصَقَهْ
نم يا حبيبي نمْ
ولا تسل ْ
من علقَ المسافة فوق شماعة التيه ؟
فلا باب يرد الصرير عن قبضة المفتاح
والأقفال كالوَخْزِ يَرْدُمُ المِعْصَمَ ويحفر الأثرْ
ما ظلَّ في انتباهة الصحو سوى نَوْمَة الشهيد
في شَرْنَقَهْ
إن الشهيد كالسلاح لا ينامْ
لكنه
يريح فوق بندقية البلادْ
كتفَ المعركهْ
ليرتب الأحلامْ
كالوصايا ...
ويطلق الشرفات من عنقِ
مِشْنَقَهْ ...
الشاعرة الصحفيّة والناقدة ورئيسة تحرير مجلّة "أسرانا" الإلكترونيّة .
مقدمة الدكتور هاني العمد لديوان المحارة الجريحة
هذا صوت نسائي جريء وجديد ، تتجدد فيه دماء القصيدة العربية المعاصرة ، فيقتحم الساحة الأدبية بثقة وثبات ، صوت يعرف كيف يقبض على لحظات الشعر الوجداني والوطني فيقتنصها اقتناصا ، ليعبر به عن كل لحظاته الشعورية ولحظات الآخرين ، صوت لا أظن أن النقاد سيتجاوزونه دون الإشارة إليه إشارات واضحة ، هذا الصوت اتحد مع الشعر ، أو اتحد معه الشعر ، عندما استحضر الواقع بالغيبوبة ، وخرج عن المألوف ، واستباح خلوات الآخرين، وانطلق إلى المغلقات والمنافذ الضيقة فدخلها دونما استئذان ..
الديوان الذي بين أيدينا " المحارة الجريحة " يمثل رحلة البحث عن الصدق والوفاء والطمانينة ، رحلة تكتنفها الفضاءات الشعرية الغنية بالدلالات والإيحاءات ، لتحمل إلى المتلقي القصائد الذاتية والوطنية ، التي أخلصت الشاعرة لها العاطفة ومدتها بإدارة متينة ناجحة ، عندما استضافت آفاقها الشعرية الموضوعات التي أرادتها فاحتفلت بها ، واختزلتها لتبني منها جسرا تعبر عليه إلى المتلقي .
شعر " لينا " غير مسبوق ، ويخاطب الذوق الهادئ ، ويستجيب لحركة ذاتية تحرك العواطف والعقول ، ويحقق المعادلة لكونه إبداعا وخلقا جديدين ، ويستجيب للحاجة ويستحث القدرات التي تثيرها الألفة ويتطلبها التوقع . لأن ما قامت به الشاعرة كان ناتج تجاربها يقابله ناتج تجارب المتلقي .
وإذا كان شعر " لينا " يتسم بالوضوح – في ديوان المحارة الجريحة – فإن التعبير عندها يدخل في عالم المجاز ، وهو مجاز يجد عند المتلقي التوقع والفهم والاستجابة ، لذلك انتقل بعض شعرها إلى عالم المصطلح ، فقدم لنا شكلا شعريا جديدا مزج بين المجاز والحقيقة ، سواء في ذلك بدايات هذا الشعر أو نهاياته .
وإذ كان شعر " لينا " مسكونا بالحداثة ، وهي حداثة ليست مخالفة للمألوف ، فإن الشاعرة نفسها مسكونة بذاتها وبالمتلقي ، فحاولت أن تكون شاعرة وعازفة لهذا الشعر ، وهذا المشروع المكون من هذين النمطين يكمل ملامح المدرسة الشعرية التي تقوم على أساسين هما : اللغة والأداء ، وأظن ان الشاعرة " لينا " قد نجحت في اقتحام هذا الحاجز بقوة ، ولا سيما عندما نستمع إليها وهي تشدو على المنابر .
قصيدة للشاعرة ترثي الشهيد الأسير عرفات جردات
نم يا حبيبي نم .....
لغة : لينا أبو بكر
نمْ ..
يا حبيبي ...
نمْ !
فالشرفة الآن ..
مُسْدَلة كجفن الشهيد على رمش القمر ْ
كنجمة على جناح زورقٍ للموتْ
.. مُحَلّقَهْ ..
والشرفة الآن ...
صُرَة الأسير ...يضمها تحت وسادة ٍ
من لَحْمِ مِطْرقَهْ
يستوي على المنتهى
يحضن انثيال المغيب من ندوب الشمس
و ما ترشق البروق من سحاب يَشف عن
ظلال منزوعة كالمسامير منْ
ستائر العتمة المُمَزّقهْ
الآنْ ...
له شرفة ٌ...ولم تعد له جدرانْ
له المدى كله وليس له مكانْ ...
ونم يا حبيبي نمْ
***
يقول الشهيد ..
( يا صغيري
عيد ميلاد سعيدْ ..
شمعة الضريح تهدلت ْ من كعكة العيدْ
أضئْ عمرك الغضَّ بالأهازيج
إن الأغنياتِ سعفةٌ
والزيتون تراتيلُ الزائرين
في حدائق البارود ْ
و الميتُ صيادُ الحياة
حين تكون الشهادة ُسنارةَ الجنّة
والقبورُ كالسجون في بلادنا
علامة ًفارقهْ
لا تحزن..
القبرُ...يترنح من نعاسْ
والصهيل مخمور من لوعة الفراق ْ
لكن الشهيد كالسلاح صاحٍ
والنومة قيلولة المحاربْ
فلا تحزن يا ولدي ..
القبرُ رحْبٌ
ليس كالزنزانة مطبقه ْ
أنا شهيد البيادر ..كفيفةً تبحث عن دموعها
في عين ماء هجرتها السواقي
مخطوفة ً....في جيب عاصفة
شَرّدتْها
فراعين محرقهْ
و لا تحزن !
لقد ألقيتُ القبض على الغابة
وأنا هاجع في قفص الوحوش
عريني السماء ، وكوفية الأرض جبهتي
وكفني مملكهْ )
نم يا حبيبي نمْ
الزنزانةُ حجرٌ يدور بلا مُسْتَقَرٍّ له كالرّحى
لزرقة مهروسة بملح الحصى على خد الخليل
ونحن إذ نذر العيون بالرماد
نُبْقى على طَزاجة الصّوّان مُغَلّفا بمرايا النار
كلما تمايَدَتْ القُضبان كَلُجّة المُحيط
وارتفعتْ كالجبال على أطراف أصابعها
فوق زجاج اليَمّ المكسور
بِظِفْرِ زِنْبِقَهْ
نم ْ يا حبيبي نمْ
ما ظل في جفوننا إلا شقوق الأرقْ
ملامحنا المجعدة فوق الحيطان ،
نُواريها كالعرافات
في ألبوم من عجاف الرؤيا
لأطياف بلا صور ..
كطوابع البريد فوق وشم الظل
مُلصَقَهْ
نم يا حبيبي نمْ
ولا تسل ْ
من علقَ المسافة فوق شماعة التيه ؟
فلا باب يرد الصرير عن قبضة المفتاح
والأقفال كالوَخْزِ يَرْدُمُ المِعْصَمَ ويحفر الأثرْ
ما ظلَّ في انتباهة الصحو سوى نَوْمَة الشهيد
في شَرْنَقَهْ
إن الشهيد كالسلاح لا ينامْ
لكنه
يريح فوق بندقية البلادْ
كتفَ المعركهْ
ليرتب الأحلامْ
كالوصايا ...
ويطلق الشرفات من عنقِ
مِشْنَقَهْ ...
No comments:
Post a Comment
وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد