Wednesday, November 7, 2012

سحر موسى\قصّة قصيرة

مع الإبداع







هي تقف على شرفتها تنفض عن يديها حبها الأخير غباراً نجميّاً ينتشر في
السماء يضيئها لوهلةٍ ثم ينطفئ من جديد، تتجنب النظر تجاه البحر، تمسك

بفنجان قهوتها ترتشفُ قليلاً من القهوة و الكثير من النسيان، تبتسم لقطعةِ

السكر التي بقيت خارج الفنجان، و تقسم أنها ستقضمها بعد إنتهاءها من

تجرع قهوتها، لا تفكر كثيراً فيه لكنها تفكر بأشياءِ حوله و أشياءِ بعده، تنثر
شعرها منتشيةً و تسمح للهواء بأن يمر مداعباً بين الخصلات، هو في مكانٍ
آخر يتمتم بكلماتٍ تشبه إلى حدٍ بعيد الشعر، يتمتم محاولاً إستدعاء جنيته و
جنيته ترفض الحضور فلم تعد تهتم كثيراً أو لم تعد تهتم كما قبل للكلمات،
يدعي بأنها خيبته على الرغم من أنه هو أيضاً خيبَّ ظنها و لم يستطع أن
يجتاز إمتحان حبها الكبير، هكذا هي تضع إمتحاناتٍ صعبة، على كل من
يحاول أن يدخل عالمها أن يثبتَّ جدارته و يجتازها ليعبر بشهادةٍ منها إلى برِّ
الأمان ذلك البر الذي قد تقرر أن تهجره أيضاً وقتما تشاء لتنزع عنه صفةَ
الإستقرار فلا شيء يستقر عليها كما أنها لا تستقر على شيءٍ، إذاً سترحل و
ستنسى أيضاً سريعاً، ستتذكر فقط قليلاً، القليل الحلو فقط، و ستدعوه يوماً
ليشرب معها قهوة النسيان، أما الآن فكل ما تريده هو أن تنهي طلاء
أظافرها، ستطليها بلونٍ جديد هذه المرة 

No comments:

Post a Comment

وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد