Friday, October 12, 2012

رواق الشعر \ الشاعرة العراقية المتألقة أفياء

الشاعرة المتألّقة 
 المحامية أفياء أمين الأسدي


قصيدة المجانين التي قرأتها في 
مهرجان الشباب الثالث 
دورة الشاعر الكبير ( سعدي يوسف)

أحلامٌ طازَجةُ ، من يشتريها؟!
يترّنمُ الصَعقُ المُبجّلُ بالقلمِ ،
يستَنِدُ إلى أريكة ِ الحروفِ المُتحرِّكة
يُستأنِفُ الصَمتُ على مَضاجِعِ الوَرَقِ
بِكلماتٍ أخجَلَها حياءُ الحِبرِ ..
لا ادري إنْ كانَ وَلَهاً أم جنوناً
رُبّما تحمينا الوَرَقةُ من دكِّ رؤوسنا على المناضِدِ
الكينونةُ في أن نعرِفَ
أننا غيرُ موجودين لنوجَد ..
نحنُ نَحيا ،
بِرغبةٍ مُقشّرة ِ اللحاءِ ،
يُسافِرُ الزَمنُ إلى جذورِ الرهبة ِ
يستَوحِشُ المجنونُ عَقلاً لم يَطلهُ
ويجودُ بالمكنونِ من باقي الجنونِ
يقولُ المجنونُ الذي يدّعي بأنهُ أنا:
أسعارُ الحُلمِ مُرتفعةُ منذُ الأزَل ِ
ثقيلةُ الوزنِ ، مميتةُ العَقلِ
سريعةُ الذوبانِ مثل الملحِ في فنجان دمعتي
سريعةُ التبّخرِ مثل دُخانِ سيجارتي
ويقولُ ذلكَ المدعوُ أنا :
إنَّ بيدقَ السعادةِ يُعارِكُ رخَّ اللعبة ِ في وجل ٍ
لا تُهزَمُ قِلاعُ الّا بنصرِ اُخرى
ولا تتبخرُّ جِبالُ الجليدِ من جمرِ سيجارةٍ 
إلّا بأن يُساندها بركانُ
يقولُ بأني :
ارتكِبُ الأخطاءَ ليعدّها ضميري خطايا
أجوع وأتعرى بصِدقي ،
ليلبسَ غيري رداءَ الكذبِ الأعمى بحزامهِ المبتورِ 
ويقولُ بأنهُ فيَّ:
يتمتمُ بِلغةٍ لا يفهمُها غيري
لُغةُ الألمِ الأم
وبأنَّ مرآةَ الظُلمِ تنعكسُ على جوانبي
ترى ما لا أراه في غربتي المشوّهة
فالدهشةُ تتلقاني حيثُما حللتُ ، وكأني من بُعدٍ مظلوم ٍ آخر ..
وبأنَّ المِلاءاتِ تتدحرجُ على جدراِن الوحدةِ
وتضمحِلُّ بشمسٍ تُمزّقُ كلّ شيء
لتكتبَ على الجدرانِ الممزقةِ أعظمَ قصيدة ٍ
من وجَعِ الملاءةِ المُمزقة ِ ..
أيها الجنونُ ، أيها الألمُ ، أيها الحرفُ
في ثالوثِكم ، لدى كلّ منكمُ ،
كلُّ شيء مُباح ...
الصبرُ أو الصبرُ أو حتى الصبرُ ...
كلُّ شيء في الظلامِ مُباحٌ
تستطيعَ التختّل من كلّ العيونِ المُرتقِبةِ ،
إلا منكَ، فأنتَ لا تراكَ إلا في العتمة ِ ..
واعلم أيضا يا ثالوثَ الليلِ
أن شرارتي الخالدة 
تكمنُ في وجعِ ضميري ،
يَسلَمُ كي لا أسلَمَ
يحيا كي يُميتني ،
ليتني أشربُ منهُ :
صلابةَ التهور ِ
وشرودَ الجنونِ
وشَعائِرَ التوحُدِ 
في ريقِ بلادة لا تشبهُني ..
من يَكترِثُ ،
لتحررِ دُخان ٍ من نافذةِ الأشواقِ
إلى سماء الغربة ِ ،
من يكترثُ ،
إلى احتياجِ البيداءِ لقطرة ِ ماء ،
النهلُ فيها مُستحيلُ 
والمنهلُ أكثرَ استحالةً
الكلُّ يكترثُ بعدمِ الاكتراثِ ،
لذا ، 
لستُ من يقولُ : 
لم يَعُدْ شيءُ يعنيني
غيرُ أن لا يعنيني شيء ..
بل ،
أنا المجنونُ الذي يقولُ :
يُقلِقُني أن لا أقلقْ ..






No comments:

Post a Comment

وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد