Thursday, September 27, 2012

قصّة\ طير بجناح مكسور

قصّة قصيرة بقلم : 
 Alyaa Alnagarr‏.
طير بجناح مكسور

 كانت تجلس في القطار بجوار النافذه تتمني لو تنام لأنه مر عليها ثلاث أيام دون أن تنام بل لم تتذوق طعم النوم منذ أن قررت أن تنسي ذلك الحب الذي لم تعش حياتها إلا بعد أن وجدته , كانت تريد أن تنام بعد رحلة كانت جميلة لكنها لم تسعدها بالقدر الكافي , لكنها كان يكفيها في تلك الرحلة أنها رأته , رأت حبيب عمرها الوحيد , رأت الإنسان الوحيد الذي تتمني دائما أن تراه , وأن تكون بجواره , فيكفيها فرحا أن يكون سعيد حتي ولو علي حساب أن يضيع عمرها , حتي وأن كانت أخفت عنه رغبتها القوية في أن تلقي رأسها في حضنه وتذرف دموع الدنيا بأكملها , رغبتها القوية في أن تنسي حبه حب عمرها الوحيد الذي لم تعشه ولم تعش غيره , رغبتها في أن يضمها إلي قلبه ويقول لها هو الاخر احبك, رغبتها في أن ينساه قلبها كم نسيها قلبه , رغبتها في أن تصرخ وتسمع العالم أجمع انه هو من أحبته بكل كيانها , أحبته بصدق ولن تخلف وعدها في أن تكون له أخت , أنه الوحيد الذي رأت فيه كل ما تتمني وما لم تتمني , ورغبتها في أن تقتل بداخلها هذا الحب الذي باتت لا تتمني سواه , حتي أصبح حبه بالنسبه لها النار والجنة , الموت والحياة , الامل والضياع , فهو كل شيء بالنسبه لها , والعالم دونه لايسوي أي شيء كل هذه الافكار كانت دور في رأسها في نفس الوقت فقد أصبحت مشوشة التفكير , غريبة الطباع , عصبية , دائمة الدموع , لم تعد تستطيع أن تدخل مملكة الأحلام دونه , فقد أصبحت لا تمتلك سوي صدر أجوف بلا قلب , فقلبها أختار حضن ضلوعه ورفض أن يعيش معها فقلبها يعيش معه بداخله وليس معها , وما زاد من مرارها في ذلك اليوم التي قابلته فيه أنه كان يعرف يوم ميلادها ولم يجاملها كالأخرين بكلمة واحدة , حتي أنها عرفت أنها لا تسوي في نظره كلمة كل عام وأنتِ بخير , أهتم بالجميع إلا هي و كانت تري كل هذا بعينها وتكتم الدموع بداخلها , فهي لم تعد تستطيع العيش دونه وهو لم يعد يريد أن يراها , لا يريد حتي سماع صوتها , كانت تتمني لو يعلمها فنون حبه , لو يفتح لها باب قلبه , لو يرشدها كيف تصل لعنوان قلبه , ستتحمل وتصل وأن كان طريق مليء بالبراكين والاعاصير …. لكنه يرفضها بلا مبررت , وربما كان مبرره أنها لا تستحق أن تكون أميرة علي عرش قلبه . مر الليل مسرعا ولم تنم كما كانت تتمني , فكانت تستمتع بالتفكير فيه حتي مع مرار طعم الافكار , غطت الدموع عيونها مع شروق الشمس الذي رأته من شرفة القطار , ذلك الشروق الذي يدل علي الأمل وهي كل ما يدب في صدرها اليأس …. في تلك الأثناء توقف القطار في أحدي القري وكانت هي مازالت تنظر من خلال النافذ علي ذلك المنظر الطبيعي الخلاب وخلال كل ذلك كان هناك طائران يتراقصا سويا وكان طائرا وحبيبته كان جناحية ملونان وكانت أجنحتها بلا ألوان كان يتراقصا ويلعبا في نفس اللحظة التي أطلق عليهما ذلك الصياد الرصاص أصيبة حبيبته ففرد جناحة ليلتقطها قبل أن تسقط علي الارض لكن جسمه النحيل لم يسعفه فسقط سويا علي الارض , فانتشرت الدماء علي جسديهما , حاول أن يقوم مرة ثانية لينقذ حبيبته , لكنه لم يستطع قد كسر جناحه وهو يحاول أن ينقذها , كان الطائر شبه مجنون يتمني لو تأتي جميع الطيور لتساعده , ولكنه يبحث في المكان فلا يجد أحد , وهو أصبح طيرا بجناح مكسور لا يستطيع أن يفعل شيء سوي أن يدعو الرحمن لها , عاد لها مكسور الجناح ليظل بجوارها , فوجدها ماتت , قد ماتت حبيبته , ضمها الطائر إلي حضنه بجناح الاخر ونزلت دموعه , وظل بجوارها , لم يتحرك حتي عندما جاءت تلك القطة فتقدم لها لتلتهمه قبل أن يراها تلتهم حبيبته ….. وفي تلك اللحظة تحرك القطار وهي تغمرها الدموع حزنا علي قلبي الطائران , أكثر من حزنها علي قلبها ورسمت علي نافذة القطار نصف قلب وتركته للايام ربما لو عاد حبيبها تعود وترسم نصفه الاخر

بقلم علياء النجّار 

1 comment:

  1. الأخت علياء.
    احساس جميل ينساب عبر اسطر هذه التدوينة.
    انا لست ناقدا و لكني قارئ قصة اظن ان لي رصيد في هذا المجال...
    بصراحة...انت قلم واعد بشرط ان تواصلي بجد قراءاتك و كتاباتك و تهتمي لما تكتبين.
    اظن انه كان من الافضل ان تدرجي هذه التدوينة في تصنيف - الخاطرة - و ليس القصة القصيرة.
    تحياتي.
    سعيد

    ReplyDelete

وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد