ماتيسّر من سورة يوسف
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ تحريم تجسيد أدوار الأنبياء والمرسلين
"إنّ المتتبع لأقوال الفقهاء المعاصرين لا يجد خلافا في حرمة تمثيل أدوار الأنبياء بأشخاصهم" ومُنطلق التحريم هو أنّ تمثيلهم ليس مطابقا للواقع كما قد يؤدي إلى إيذائهم وإسقاط مكانتهم...
وقد توصل إلى هذا الرأي عدد من المجامع الفقهية منها: هيئة كبار علماء السعودية واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية ودار الإفتاء المصرية والعديد من علماء الأزهر، منهم: أد. يوسف القرضاوي والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق، والدكتور عبد العظيم ألمطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء.
وقد استندت فتوى التحريم إلى ما يلي:
1- ما قد ينتج عن تمثيل أشخاصهم من الامتهان والاستخفاف بهم، والنَّيل منهم والإنزال لمكانتهم العالية التي وهبهم الله تعالى إياها؛ إذ يقوم بدورهم – غالبا - أناس بعيدون كثيرا عن التدين والالتزام بأوامر الله؛ وهو ما قد يولّد السخرية من الأنبياء، مع ما في ذلك من ظهور سبّ للأنبياء بتمثيل دور المشركين معهم.
2- أن غرض التكسب والتربح سيطغى على تقديم الصورة الصحيحة؛ وهو ما يدفع القائمين بالإنتاج والتمثيل في التلاعب في سيرتهم، والاتجار بما يناسب الربح وهو ما يكون بعيدا عن الدقة العلمية.
3- أن القدرة على تمثيل الأنبياء بأشخاصهم عمل صعب فنيا؛ إذ أنّ الله تعالى وهب الأنبياء قدرات خاصة كي يكونوا أهلا للدور المناط بهم، وهذا لا يمكن تصوره في العمل الفني.. ولا يجوز التعرض بالتمثيل لهم.
4- أن هؤلاء الكتاب والفنانين ينقصهم أدنى فنيات وأدوات كتابة التاريخ،فضلا عن كتابة سيرة الأنبياء والمرسلين.
"إنّ المتتبع لأقوال الفقهاء المعاصرين لا يجد خلافا في حرمة تمثيل أدوار الأنبياء بأشخاصهم" ومُنطلق التحريم هو أنّ تمثيلهم ليس مطابقا للواقع كما قد يؤدي إلى إيذائهم وإسقاط مكانتهم...
وقد توصل إلى هذا الرأي عدد من المجامع الفقهية منها: هيئة كبار علماء السعودية واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية ودار الإفتاء المصرية والعديد من علماء الأزهر، منهم: أد. يوسف القرضاوي والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق، والدكتور عبد العظيم ألمطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء.
وقد استندت فتوى التحريم إلى ما يلي:
1- ما قد ينتج عن تمثيل أشخاصهم من الامتهان والاستخفاف بهم، والنَّيل منهم والإنزال لمكانتهم العالية التي وهبهم الله تعالى إياها؛ إذ يقوم بدورهم – غالبا - أناس بعيدون كثيرا عن التدين والالتزام بأوامر الله؛ وهو ما قد يولّد السخرية من الأنبياء، مع ما في ذلك من ظهور سبّ للأنبياء بتمثيل دور المشركين معهم.
2- أن غرض التكسب والتربح سيطغى على تقديم الصورة الصحيحة؛ وهو ما يدفع القائمين بالإنتاج والتمثيل في التلاعب في سيرتهم، والاتجار بما يناسب الربح وهو ما يكون بعيدا عن الدقة العلمية.
3- أن القدرة على تمثيل الأنبياء بأشخاصهم عمل صعب فنيا؛ إذ أنّ الله تعالى وهب الأنبياء قدرات خاصة كي يكونوا أهلا للدور المناط بهم، وهذا لا يمكن تصوره في العمل الفني.. ولا يجوز التعرض بالتمثيل لهم.
4- أن هؤلاء الكتاب والفنانين ينقصهم أدنى فنيات وأدوات كتابة التاريخ،فضلا عن كتابة سيرة الأنبياء والمرسلين.
No comments:
Post a Comment
وما يلفظ من قول الا لديه
رقيــــب عتيــــــد