الهروب من العاصمة

كل شيء اذا زاد عن الحد انقلب الى الضّد  ولا يختلف  اثنان اليوم على أنّ التّطاول في البنيان  زاد أضعافا مضاعفة عن الحد

عن ابي هريرة ، : ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان .


 و إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عماله أن لا تطيلوا بناءكم ، فإنه من شر أيامكم .)


هنا مربط الفرس وزبدة الكلام ودواء كل داء وما هذا الأكتضاظ والأزدحام في عواصمنا العربية الاّ نتيجة هذا التّطاول في البنيان  ويكثر الحديث في كل مجلس أو

مؤتمر أوبرنامج مرئي ومسموع عن علاج الظاهرة وايجاد الحلول واتّخاذ التّدابير
ولا أمل ولا رجاء من كل هذه الجعجعة ..فالطّحين غير متوفّر أصلا وهو الأرادة
الصادقة والخالصة لله لأنّها لو توفّرت لذهبوا مباشرة لسنّ القوانين التّي تنسجم مع
الحكمة الرّبانية والسّنّة المحمدية {وماينطق عن الهوى ان هو الاّ وحي يوحى}
الحل الوحيد في العودة الى البناء الأفقي والأيجابيات لهذا الحل لا تحصى أبدا
أولا ستنحسر الهجرة المعاكسة  سيزداد الأستقرار ستنخفظ قيمة العقّارفي العاصمة
وسيرتفع في أماكن منسيّة أخرى سيستفيد الفقراء من هذه الطفرة ستفتح ألاف المحال
التجارية والخدمات كلما كان الزّحف أفقيا ستنخفض معدلات البطالة ..تنخفض نسبة الجريمة تنخفض نسبة التلوث التي كانت مركّزة على مساحة ضيّقة تنخفض نسبة
الأمراض المرتبطة بالضجيج والتوتّر  تعود القيم يزداد الترابط الأسري  { حالات الأكتئاب فقط20 مليون في مصر} ..أكثر من ألف حالة انتحار سنويا ..8 مليون مصاب بالسكّري عافاكم الله  
وما يقارب 20 مليون يعانون من ضغط الدّم وتوجد أرقام أخرى عامودية مفزعة نتيجة البناء العامودي أمّا البناء الأفقي فله سلسلة
طويلة جدا من الأيجابيات المنطقية والعلمية....{.هنا مدرسة محمّد صلى الله عليه وسلّم
لكن لاأحد يريد الحل يا سكان القاهرة بل يريدون زحمة برامج على كل القنوات لنزع فتيل هذا الأنفجارعلى طريقة صب الزيت على النّار لترتفع الأسعار
تعا لوا معي ..آخذكم بعيدا جدا عن القاهرة  الى شيء من الأكسجين النقي
فأنا مشفق عليكم ومعجب جدا برحابة صدركم فرغم هذا العسف كلّه لم تغادر البسمة
شفاهكم ولا الأمل قلوبكم 

   الى متى نفتح نوافذنا على الأسمنت وليس على الطبيعة 

    هل عرفت لماذا تستعمل منذ طفولتك نظّارة ؟ لأن بصرك يرتدّ سريعا ولا تنظر الى الأفق البعيد فالجدران تحيط بك من كل جانب

   لماذا نحرم أجيالا من الأكسجين لماذا نخنق الأطفال بأيدينا ..أليس هذا فضاءهم الطبيعي أم فوق سطوح البنايات وبين النفايات 

   هذه غرف أطفالنا في متناولنا  عندما نزحف أفقيّا فتهجرنا البطالة وتعود لنا الأصالة

المحطّة الأخيرة  وعودة سكان القاهرة الى ناطحات  السّراب




                         الموضوع/ متجدّد وقيد التّحديث