كوب شاي بارد

لاشك  بأنّ الأصدقاء يضفون على حياتنا بهجة  واستمراريّة ومتنفّسا طبيعيا لأيّ ضغط طارئ فنستعين بهم أحيانا ونستعيد بهم توازنا فقدناه أحيانا أخرى  والأصدقاء كالعملة ترتفع قيمتهم عندنا وتنخفض وفقا لعامل الثّقة أولا والشّفافيّة ثانيا ومجموعة المبادئ التّي نتبنّاها 

ومن أسباب النّجاح في تكوين ثلة طيبة من الأصدقاء عدم التّسرع  ولا يغرّنك ارتفاع سهم هذا الصديق أو ذاك فقد يكون ارتفاعا وهميا

        لكي تتخلّص من هذا الضغط... لا تعتمد في حياتك على صديق واحد...  ليكن في رصيدك أكثر من صديق


والحكمة كل الحكمة ومهما كان صواب أختيارك أن لا تضع رصيدك كلّه في بنك هذا الصّديق  خشية أن يشهر هذا الصّديق افلاسه     

فجأة فتصيبك تبعات هذا الأفلاس وهذا الأنهيار 

مع أنّي بعيد كل البعد عن مجال البورصة الآ أني لم أجد أدق من هذا السّوق لأضرب به مثلا  خاصّة وأنّ وجهتنا لأختيار الأصدقاء تكاد تكون واحدة وهي سوق الفيس بوك المكتض بمختلف البضاعة ومن جميع أصقاع الأرض  ومن أراد التّسوق فعليه الحيطة والحذر والفطنة 

         

هناك أصدقاء بالجملة مايسمّى "مجموعة"groupe  وهناك بالتفصيل عن طريق الأقتراح وهناك أيضا على اقساط من خلال ابداء الأعجاب أو التعليق  وحتّى هذه الطريقة المريحة لا تخلو من العثرات  ولاننسى أبدا المضاربات  ومهما قيل عن هذه السّوق فهي 

 جديرة بالزيارة وممتعة ويمكن تحويلها الى سوق للتجارة مع الله عن طريق نشر دعوته

و من الحكمة عدم الأعتماد على صديق واحد في حياتنا  فهو كالأعتماد على عملة واحدة بل أشدّ خطرا في بعض مراحل العمر

وخاصّة بين فئات الشباب وكم من نهاية مأساويّة كانت خاتمة لقصص عديدة مثيرة سوى أكانت بين الجنس الواحد ذكور أم اناث

أو بين الجنسين ..حالات صداقة تتحوّل الى ما يشبه  العبادة والعياذ بالله ..فكفر ..فانتحار

الحكمة الأخيرة هي التّعوّد على استعمال المبرّد الخاص بالعواطف والملاذ الوحيد الا وهو كتاب الله القرآن الكريم

خلاصة القول وفي هذا الطّقس الحار نحن بحاجة دائمة الى كوب شاي بارد ....لعودة الفكر الشارد وكي لا تذوب مشاعرنا مثل قطعة الشوكولا لمجرّد تعرّضنا لحرارة صورة جميلة غالبا ما تكون مغشوشة ولها أكثر من صاحب..اذا استعمال المبرّدات من كتاب الله والسنّة في هذا الصيف
الحار ونحن على أبواب رمضان كريم من أوكد الواجبات واعلموا أنّ قيادة الحاسوب تتطلّب استعمال الفرامل من حين لآخر لكبح جماح السرعة في تفاعلنا مع الآخر
 

                                                          هنا عيادة المساء ...والى كوب آخر